من جرب الجوع في حياته عرف قيمة حفظ النعمة حتى لو أصبح يملك الملايين ... وقد قرأت كلام لأحدى عارضات الأزياء التي مرت بمجاعة وأعجبتني عبارة قالتها ووضعتها باللون الأحمر :
" قالت عارضة الأزياء الشهيرة أليك ويك أنها لا تصدق أن بعض عارضات الأزياء يخترن طواعيّةً أن يجوّعن أنفسهن ليبقين نحيلات.
هذه العارضة السمراء التي ولدت في جنوب السودان عانت من المجاعة في صغرها مع أسرتها قبل أن تنتقل إلى لندن في عمر الـ14 مع أشقائها الثمانية هرباً من المجاعة والحرب الأهلية.
وقالت ويك: "في عالم الموضة وجدت الكثير من الناس يجوعون أنفسهم عمداً لكن لأسبابٍ مختلفة عما اعتدته. فهم يريدون لأجسامهم أن تبدو بشكلٍ معين سواء كان هذا أمراً يمكن تحقيقه أو لا."
وأضافت ويك أن حبيبها السابق كان يشعر بالحرج عندما تطلب من المطعم توضيب الطعام المتبقي من وجبتهما لتأخذه معها. ولكنها كانت تقول له: " ليس من العيب أخذ الطعام المتبقي بل العيب أن يكون لدي طعام فائض عن حاجتي."
ما أجمل هذه العبارة وليتها تكون قاعدة في حياتنا ... كم يعتصر القلب حينما يرى الإسراف في ولائم بعض الناس ومن ثم يكون مصيرها سلة المهملات ... أين حفظ النعم ؟؟؟ ... ألا توجد جمعيات تتولى أخذ فائض الطعام !!! أين هم من قولة تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ...
وبما أننا مسلمين ولله الحمد يفترض أن نكون حريصين على حفظ النعمة لأن ديننا يأمرنا بذلك ولأننا محاسبين على كل ما ننفق ... ونحرص كثيراً على حفظها (فإنها إذا خرجت من بيت قوم لا تعود إليهم ) وأن نحمد المنعم سبحانه فالبشكر تدوم النعم ...
ولكن من المؤسف ما نشاهده في وقتنا الحاضر من إسراف وتبذير يجعل الواحد متخوف دوماً من تحول هذه النعم إلى نقم ... فبعض الشعوب تموت من الجوع وبعضها يموت من التخمة ... نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه ويحفظها من الزوال ... وأن يغني كل فقير من واسع فضله
عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ:كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفَجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ))
0 comments:
Post a Comment