قصص قصيرة معبرة : قصص على لسان الحيوانات

https://www.youtube.com/edit?o=U&video_id=ZG0Yn2QViJc


قصص على لسان الحيوان

كان ذلك في أحد أيام الربيع حين خرج قطيع المعز ليرعى. وفي طريق عودته مساء تأخرت عنزة عجوز عن موكب رفيقها وكان قد أنهك قواها التعب والعجز فضلت سبيلها , ثم أوت إلى كهف قريب وما كادت تطأ أرضا حتى ابصرت أسدا جاثما في إحدى زواياها , فذعرت لمنظره , وقالت في نفسها : لو جرت أن أهرب سوف يلحق بي الأسد ويمزقني تمزيقا . فلابد لي إذن من التظاهر بالشجاعة من الخلاص . وهكذا سارت إلى الأسد دون أن تبدي الرعب , فنظر إليها ملك الوحوش , وحدق فيها طويلا وقال في نفسه : لا مكان أن يكون هذا الحيوان عنزة . لابد أنه مخلوق غريب لم يسبق لي أن رأيته في حياتي . ثم تقدم منها وسألها : من أنت ؟ قالت العنزة بشجاعة : 


إني ملكة النعز , لقد نذرت أن أفترس مئة ذئب وعشرة أسود , انتقاما لبنات جنسي اللواتي قضين ظلما , وقد افترست حتى الآن جميع هؤلاء وبقي أمامي الأسود فقط , أصيب الأسد بما يشبه الخبل , حين سمع هذا الكلام , لكنه تظاهر بأنه يود غسل وجهه عند حافة النهر .


وما كاد يجتاز باب الكهف حتى صادفه ابن آوى الذي لاحظ الرعب على وجه الأسد , فاقترب يسأله عن حاله , وما أله به , فسرد الأسد باختصار ما جرى له مع العنزة . وكان الحيوان الصغير ذكيا فلم يصدق هذه اللعبة . وهكذا أقتنع الأسد بالعودة , أبصرتهما العنزة قادمين من بعيد , فأدركت ما حدث لكنها استجمعت كل شجاعتها .... ثم تقدمت منهما , وقالت إلى ابن آوى : أبهذه الطريقة تنفذ وصيتي لقد طلبت منك عشرة أسود , فعدت لي بأسد واحد فقط .... ولما سمع الأسد هذا الخطاب , غضب وانقض على الحيوان المذعور وهشمه , ثم أنطلق هاربا بين الغابات

*******




قال جندبٌ لطائر سنونو : البشر مغرورون ولا أعلم بماذا ؟ أبالعقل ؟ وما جدواه وهاهم تعساء ؟


فكنْ مسروراً واشكرِ القدرَ يا زميلي لأنه لم يمنحك قدرةً على التفكير ؟

فعقَّبَ السنونو : نعم أنا أشكر القدر لعدم منحه لي قدرة على التفكير ولكن أنت كُنْ مسروراً أكثر فقد سبقتَني إلى ذلك بأشواط ,

فنقرهُ وطار به !

***

قال غرابٌ لسنجاب بينما هما على غصنَيْ شجرة جوز

لماذا تأكل بهذه السرعة وكأن خيرات الغابة كلها ستنفد بعد ساعة ؟

فردَّ السنجاب بينما هو منهمك بأكل ثمرة الجوز :

ليس الأمر كذلك بل لأنهم يعتقدون أنني نادرٌ لذا فهم سيأخذونني إلى حديقة الحيوان عاجلاً أم آجلاً

وعليهِ فلا يمكن لمثلي إلا أن يعانق كل شيء بدموع الوداع ,

والجوز لا طعم له من دون التنعم بفيء غصونه !

***










نظرتِ القطةُ إلى الجنديّ بحنان وهو يعدُّ نفسه لمغادرة وطنه

بعد يأسه من فهمٍ مُقْنِعٍ للحروب المتواصلة

فقالت لنفسها : ياللمسكين كم أتمنى لو أنه واحدٌ من صغاري فأحنو عليه وأُرضِعه

وأحميه حتى أردَّ له بعض الجميل فربما شعرَ أن الوطن دفءٌ وليس عقوبة

فقال لها وهو يمسح على فروة رأسها بحزن :

ستبقين مع بقايا أهلي وسأغادر لأقاتل في صفوف الشمس والبراعم

لأجلك , لأجل عالم عذب , لأجل نهار تتكاثر غيومه كالأراجيح

على طفولة قصيدة .



***

قال قردٌ لصديقه الفيل :



دعني أمتطيك

فسأل الفيلُ باستغراب : ولماذا أيها المجنون وهل يحتاج مخلوقٌ مثلك لوسائط نقل وأنت الماهر في القفز ؟

فردَّ القردُ : لا ولكني رغبتُ بالسباحة وتعرف القرود وكم هي متهمة بالخوف من الماء والعوم فيه .

فقال الفيل باستغراب أشد : وما شأني بالماء والعوم أيها الوقح ؟

فأجاب القرد :

يا صديقي لو نظرتَ إلى نفسكِ من على مبعدة ولاحظتَ جلدك الرصاصي اللون المائل للزرقة وشُسُوعهِ

لَما شككتَ لحظةً بأنك موجة قد انحرفتْْْ عن البحر .

فقال الفيل : هكذا إذن أيها الصديق العزيز ... شكراً لك على إطرائي وهلمَّ واقفزْ على ظهري

إذا كان هذا يزيل عنك عقدة النقص !

فقفز القردُ على ظهر صديقه الفيل وسار به وسط الغابة

التي راحت تملؤها أصداءُ ضحكٍ من بقية الحيوانات على مجنونَين .

***

ظلَََّ بعضُ الأطفال يتسللون إلى قنِّ الدجاجة كلَّ صباح ويسرقون منها بيضتها اليومية فتثور الدجاجة ولا تهدأ إلا بعد أن يضعوا لها بصلةً بيضاء بدلاً  عن بيضتها الحقيقية فتهدأ الدجاجةُ وتحتضنها ,

والطيورُ التي حولها في الحديقة بين راثٍٍ ومتعاطف ولائم

سوى رجلٍ كان قد لاحظَ المشهدَ أخيراً فكتبَ رسالة لأحد أصحابه جاء فيها :

نحن أمَّةٌ نائمةٌ على بصلة !

سامي العامري

إضغط أسفل لمزيد من القصص الهادفة







https://thagaffa.blogspot.com/2017/09/short-story_68.html







Share on Google Plus

About Unknown

احب الاطلاع على كل شي , واعشق التدوين..

0 comments:

Post a Comment