Internet Marriages: Easy Way But...
ما نسمع عنه الآن
ونلمَسُه هو حدوث تعارف من خلال ما يسمَّي بالدردشة والنِّقاشات سواءٌ كانت
تافِهة أم جادَّة بين شباب محدودي الثقافة، وبين هذا وذاك تظل القاعدة
العريضة من المجتمعات العربية والإسلامية والمحافِظَة تَرفض مثل هذه
السلوكيَّات، والطبقة المتوسّطة هي دائمًا المقياس، والمعيار لأيِّ
مُمارساتٍ طارئةٍ على مُجتمعاتِنا وهِي
الَّتِي تُحَدِّد أَيْنَ نَسيرُ؟ فهل هُناك ناقوسُ خَطَرٍ يَجِبُ أن
نَدُقَّه حِرصًا على شباب وفتيات هذا الجيل الذي يمكن أن نطلق عليه جيل
الإنترنت؟ وهل تحوَّلتْ هذه الشَّبكة التي كان يجب أن نُحْسِنَ استِغْلالها
إلى أداةٍ لتَغْيِيبِ وتَغْرِيب وعَزْل شباب الأُمَّة عن قِيَمِهم وأصولهم
وأخلاقياتهم؟ وكيف تَسْتَقْبِل الأسر مثل هذه الممارسات وكيف تواجهها؟
• حكايات صادمة:
تقول د. هدى الرواي - أستاذ الطب النفسي -:
"لم أكن أصدِّق أنني سأكون في يوم من الأيام طرفًا في تلك المهزلة
المسمَّاة بثقافة الشات، لقد سافرتُ للعمل مع زوجي لعدة سنوات في إحدى
الدول العربية، وعدتُ إلى مصر، وكان أبي طوال حياته منشغلاً عن مُتابعة
شقيقاتي حتى فوجئت بأختي الصغيرة - التي تخرجت الآن في إحدى أقسام اللغات
بالجامعة، وتجيد الفرنسية- وقد تعرفت عبر الإنترنت على شاب صيني تبادلت معه
الحديث وأقنعها أنه سيسلم من أجل أن يتزوجها. كان هدفه هو التعرُّفَ على
شخصية تمثل له مفتاحًا لأعماله التجارية وتسويق تجارته. أتى إلى القاهرة
وأشهرَ إسلامَه ثم تزوج بأختي برغم معارضتنا الشديدة لكن أختي صممتْ،
تزوجها لعدة شهور واكتشفتْ بعد ذلك أنها ما كانت إلا وسيلة لتحقيق هدفه و
بعدما استقر في عمله وتجارته في القاهرة تركها وبدون ورقة طلاق".
أما راندا سالم: فقد تزوَّجت أيضًا رَغْمَ أنف أُسرتها من شابٍّ أجنبيٍّ بعدما كثُرتْ أحاديثُهما عَبْرَ الشَّات، وبرغم أنَّ والِدها رجل محافِظ، لكن أمام إصرارِها سافر معها إلى بلدِه، وتعرَّف على أهل الشابِّ، ثم سافرا معًا إلى إنجلترا للحصول على درجة الماجستير.
واكتشفت راندا بعد فوات الأوان أنَّ هذا الشاب مريض ولا يستطيع أن يقوم بمهام الزواج أو أيٍّ من واجباته.
• معلومات مضللة:
محمود عاصم- طالب بكلية الآداب وهو خبير في دردشة الشباب - يقول:
"معظم هذا التعارُف وهمي، والمعلومات التي يعطيها الشخص عن نفسه قد تكون
من نَسْجِ خياله، فأحيانًا أتعرف على شابّ وأجدُه فتاةً وأحيانًا العكس،
وتلك الأشياء نَكْتَشِفُها بَعْدَ وَقْت، وهذه المسألة كما مارستها تضيع
الوَقْتَ ولا فائدةَ منها".
أما د.سلوى عويس - الأستاذة بكلية الصيدلة - فتقول: "إنني أجيد عدة لغات، وقد أفادتني كثيرًا أحاديث الشات، خصوصًا في المناقشات الثقافيَّة، والفكريَّة، والتعرف على مجتمعات وأفراد من بلدان أخرى، أما مسألة الزواج فهي خدعة. ولا يصلح مُطلقًا الزواج عن طريق مثل هذا التعارُف. فإذا كان كثيرٌ منَ الشباب الآن يُفَضِّل الزواج عن طريق الأهل والأقارب لكي يستطيعو تقويم الفتاة وأسرتها، فكيف بتعارف الشات وكلها أمور وهمية؟ ومعظم الشباب والفتيات ينقلون معلومات مغلوطة عن أنفسهم، والشاب العربي المسلم عندما يتزوج بفتاة لكي تكون أُمًَّا لأولاده يختارها بِعِنايةٍ شديدة ولا يمكن أن يكون ذلك عبر الإنترنت وما يحدث هو مُجرَّد تسلية وقتلٍ لِلوقت".
ويُضيف محمد عبدالقادر - مدير مدرسة ثانوية -: "هناك عصابات وتجمعات مشبوهة تقف وراءَ تدعيم مواقع الشَّات هذه التي تستدرج الفَتَى والفتاة لبثِّ مشاعرهم عبر هذه الوسائل التي تَضُرّ أكثرَ مما تَنْفَعُ، ولابُدَّ أن يكون للأُسرةِ دَوْرٌ حيوي في الرقابة على أبنائها، وتحجيم هذه المسألة التي استَشْرَتْ بين فَتَياتِنا وشبابِنا؛ لأنَّ هذا يمثّل قِمَّةَ الغزو الثقافي والفكري".
د. أحمد المجدوب - الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - يقول: "هناك الآن العديدُ من البُحوث الميدانيَّة عنْ هذه الظاهرة الجديدة التي انتشرت في مجتمعاتنا العربية، والحقيقة أنَّها مجرَّد موضة، وهي إن كانتْ قد أدَّت إلى حدوث بعض حالات الزواج الرسمي أو الشرعي وبعض حالات الزواج العرفي، إلا أنها لن تكون مُجْدِيَةً مطلقًا في مسائل الزواج؛ لأنها في حقيقتها مجرد تعارفات محدودة، أو ممارسات غير شرعية مثل استغلال الفتيات في أعمال منافية للآداب".
• زواج باطل:
د. إكرام محمود - أستاذة الفقه بجامعة الأزهر - تقول:
"أركان الزواج معروفة ويعلمها القاصي والداني، وهي من الأشياء الراسخة في
وجدان الناس، فالمعروف أنَّ الزواج الشرعي هو ميثاق غليظ يجب أن يتوفر فيه
وجود الولي، والإشهار والشهود، وما يحدث عبر الإنترنت من عقود الزواج فهي
عقود فاسدة، وإذا كانت معظم الدراسات الاجتماعية تؤكد أنَّ مُعظم أنواع
الزواج التِي تتمّ خارج المنظومة الشرعية تنتهي بصورة مأساوية ويحدث
الطلاق، فما بالنا بهذا النوع المُتَدَنِّي من الزواج الذي لا يسمى زواجًا
بل هو "تهريج" وتضييع للوقت وخسارة في الدين".
وتضيف د. إكرام: إن الزواج لا يمثل فقط علاقة بين شخصين بقدر ما يمثل علاقة بين أسرتي الفتاة والشاب، وهدفُه أسمَى من هذه المُهاتَرَات؛ فالزَّواجُ علاقةٌ مُمتدَّة إلى الجدود والأعمام والأخوال ولابد أن يكون هناك تكافؤ في كلّ المستويات الاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها، ومثل هذه الممارسات تمثّل شُذوذًا ونُتوءات يجب أن نُقْلِعَ عنها ونُحَذِّرَ أولادنا منها، ونقوم برعايتهم حق الرعاية؛ فكل راعٍ مسؤول عن رعيته، والوقاية خير من العلاج".
• تفريط وتضييع للحقوق:
رابط الرسالة
التسميات : Internet Marriages
الثلاثاء، نوفمبر 10، 2015