في مشوار الحياة
في مشوار الحياة يقف بنا قطار العمر في محطات كثيرة فنلتقي بأناس مختلفين نصافح وجوههم نصافح أناملهم نصافح قلوبهم ومعهم نتذوق طعم البدايات بداية الفرح بداية الحلم بداية الحب بداية الغيرة بداية أشياء كثيرة أشياء بطعم السكر وأشياء بمرارة المر ومعهم ندخل في حالة من الحلم الجميل حالة تشبه الذهول حالة من الهذيان الدافىء فيخيل إلينا أن الشر غادر الكرة الأرضية للأبد وأن الأرض أصبحت ملكنا وحدنا ونتمادى في الخيال.. بهم ومعهم وفجأة.. نستيقظ قد توقظنا صرخة واقعية أو صفعة قاسية على وجه أحلامنا فنتوقف عن الأحلام ونتوقف عن الخيال ويصبح حجم الدهشة باتساع الأرض ويصبح حجم الخوف باتساع الدهشة وعندهانعود إلى وعينا نعود إلى أنفسنا إلى حقيقة طال هروبنا منها حقيقة تنص على أن العهد الجميل انتهى وأن النبض الحي توقف عن الحياة ونتلفت حولنا نحاول التقاط أنفاسنا المرهقة ونحاول إحصاء عدد البقايا الجميلة فينا فلا تصافح قلوبنا سوى الألم ولا تلمح أعيننا سوى الندم ونحاول عندها أن نجمع بقايا انكساراتنا والمؤلم أن نكتشف أن ليس كل تبعثر يمكن جمعه ولا نعلم عندها كم سنحتاج من الوقت كي نتخلص من إحساسنا بالندم على إحساس خطأ كان يجب أن لا نفتح أبوابنا له ولا نعلم كم سنحتاج من العمر كي نطوى مرحلة قديمة ونستقبل أخرى جديدة فمتى سنتعلم أن لا نندم؟ متى سنتعلم أن نعطي مراحلنا القديمة حقها من الذكرى؟ متى سنتعلم أن لا نعطي الجديد عند ميلاده فرحة أكبر من حجمه؟ متى سنتعلم أن نبتسم لأحلامنا ونحن نلوح لها مودعين؟ متى سنتعلم أن نعترف بأنه حتى أحاسيسنا الخاطئة، تمنحنا بعض الفرح في فترة من العمر؟ قبل أن يرعبنا المساءالأحاسيس الخاطئة قد لا تكون خاطئةلو تغير الزمان والمكان وبعد أن أرعبنا الصباح لبعض أحاسيسنا الجميلة فأحيانا نضطر إلى قتلها كي لا تقتلنا.. منتهى الأنانية
كم أنت إنسان
إن أحسست يوماً . . بأنك مرهق من ركض السنين وإن ابتسامتك تختفي خلف تجاعيد الأيام وإن الحياة أصبحت لا تطاق . .إن شعرت إن الدنيا أصبحت سجنا لانفاسك وإن الساعات لا تعني إلا مزيداً من ألم وإن كل شئ أصبح موجعا . .ارسم على وجهك ابتسامة من قهرواسكب من عينك دمـعـة مـن فرح
إن طعنك صديق أو احتلك الضيق
إن فقدت كل شئ . . جميل وتحطم طموح على كف المستحيل
افتح عينك للهواء و النورلا تهرب من نفسك في الظلام . .عد إلى النور واحضن عروقك المفتوحة وجراحك التي أصبحت تحتاج لك أكثر أشعرها بوجودك . . واشعر أنت بوجودها . .تعلم فن التسامح و عش بمنطق الهدوء . .لا تجعل قلبك مستودعا للكره و الحقد و الحسد و الظلام . .لا تـنظر إلى من حولك بأكثر من ابتسامة تجتاز المسافات . . و تخترق حواجز الصراع
ابتسم لهم . .رغم كل ما فيك من أوجاع . . فأنت هكذا . .احمل في قلبك ريشة ترسم بها لوحة يتذكرك بها الآخرون و لا تجعله يحمل . . رصاصة . . تغتال بها كل الجمال حولك . مسكين جداً أنت حين تظن إن الكره يجعلك أقوى . .و إن الحقد يجعلك أذكى . .وان القسوة و الجفاء هي ما تجعلك إنساناً محترماً . .تعلم إن تضحك مع من معك . . و إن تشاركه ألمه و معاناته . .عـش معـه وتعايش به عيش كبيراً . .و تعلم إن تحتوي كل من يمر بك . .لا تصرخ عندمـا يتأخر صديقك . .ولا تجزع حين تفقد شيئا يخصك . .تذكر إن كل شئ قد كان في لوحة القـدر . .قبل إن تكون شخصا من بين ملايين البشرإن غضب صديقك . . اذهب و صافحه و احتضنه . .وان غضبت من صديقك . . افتح له يديك و قلبك . .إن خسرت شيئا . . فتذكر انك قد كسبت اشياء . .و إن فاتك موعد . . فتذكر انك قد تلحق موعــداً ًمهما كان الألم مريراً ومهما كان القادم مجهولا . .افتح عينك للأحلام و الطموح . . فغداً يوم جديد . .و غداً أنت شخص جديد
لا تحاول إن تجلس و إن تُضحك الآخرين بسخرية من هذا الشخص أو ذاك . .فقد تحفر في قلبه جرحا . . لن تشعر به . .و صديقك يعيش به حتى آخر يوم من عمره . .فهل على الدنيا أقبح من إن تنام . . و إن ينامون وصديقك . . يئن من جرحك ؟! !
و يتوجع من كلماتك ؟ !
كن قلباً و روحاً تمر بسلام على الدنيا . .حتى يأتي يوم رحيلك . . إلى الآخرة . .فتجد من يبكي عليك من الأعماق . .لا من يبكي عليك . . بحكم العادات و التقاليد . .و لا تدري . . متى يكون الرحيل . . ربما يكون اقرب من شربة الماء . .أو اقرب من أنفاس الهواء بالتأكيد . .سترى إن الحياة يمكن إن تكون جميلة حتى في عز الألم . .و في وسط المعاناة . .ستجد إن ابتسامة ما تخرج من أعماقك . .تخرج من زحمة اليأس و المرارة . .تخرج من صميم الذات . .عندها ستتذكر , , كم أنت إنسان .
لا تجرح إنسان أحبك بصدق يوما ما
لا تجرح إنسان أحبك بصدق يوما ما... لا تندم على حب عشته...حتى ولو صارت ذكرى تؤلمك...فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الأشواك فلا تنسى أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك...لا تكسر ابداً كل الجسور مع من تحب...فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء يوماً آخر يعيد ما مضى ويصل ما نقطع... فإذا كان العمر الجميل قد رحل... فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل...وإذا قررت يوما أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً فمن أعطانا قلباً لا يستحق ابداً منا ان نغرس فيه سهماً او نترك له لحظه الم تشقيه... وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزمن الجميل... وإذا فرقت الأيام بينكما فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساس صادق... ولا تتحدث عنه إلا بكل ما هو رائع ونبيل... فقد أعطاك قلباً... وأعطيته عمر وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان... وإذا جلست يوماً وحيداً تحاول ان تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع من تحب، اترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما...حاول ان تجمع في دفاتر أوراقك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب...وكل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب...واجعل في أيامك مجموعة من الصور الجميلة لهذا الإنسان الذي سكن قلبك يوماً...ملامحه... وبريق عينيه الحزين... وابتسامته في لحظة صفاء...ووحشته في لحظه ضيق... والأمل الذي كبر بينكما يوماً... وترعرع حتى وإن كان قد ذبل ومات...
إذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته فلا تقل سراً كان بينكما... ولا تحاول ابداً تشويه الصورة الجميلة لهذا الإنسان الذي أحببته ... اجعل منقلبك مخبأ سرياً لكل إسراره وحكاياته فالحب أخلاق قبل ان يكون مشاعر...
وإذا شاءت الأقدار واجتمع الشمل يوماً فلا تبدأ بالعتاب والهجاء والشجن وحاول أن تتذكر آخر لحظه حب بينكما لكي تصل الماضي بالحاضر ولا تفتش عن أشياء مضت لان الذي ضاع ...ضاع... والحاضر أهم كثيراً من الماضي... ولحظة اللقاء أجمل بكثير من ذكريات وداع موحش..وإذا اجتمع الشمل مرة أخرى... حاول أن تتجنب أخطاء الأمس التي فرقت بينكما لأن الإنسان لابد أن يستفيد من تجاربه... ولا تحاول ابداً تصفي حسابات أو تثأر من إنسان أعطيته قلبك... لأن تصفية الحسابات عملة رخيصة في سوق المعاملات العاطفية ، والثأر ليس من أخلاق العشاق... ومن الخطأ أن تعرض مشاعرك في الأسواق وأن تكون فارساً بلا أخلاق...
وإذا كان ولا بد من الفراق فلا تترك للصلح باباً إلا مضيت فيه
رابط هذه الرسالة
التصنيفات: خواطر
السبت، نوفمبر4، 2015