قصص واقعية معبرة: ثوب الثعبان
تلك هي قريتي التي أحب أن أسرد حكايتها 00 كنا نجلس أصحاباً وجماعات كالعادة ، نحمل هماً كبيراً ، لا يدخل في قاع ضميرنا غير مبررات الدفاع عن هذه القرية الآمنة ، كثيراً ما تغفو على عطش مزمن وتترع كأسا من مرارات الأيام ، تسربت الأيام سريعاً ، سمعنا دوي كأنه دوي أفيال مرعوبة يطاردها أشباح خرافية ، ظهر ثعبان حيث لا شفاء لمن يلدغ ، لازم ظهوره خوف عميق لم نعرفه من قبل ، ترعرع داخل أجسادنا ، كلما ظهر الثعبان ، الرؤوس تنحني ، الألسن تنعقد ، والقلوب ترتجف 00آه مازال أهل قريتي واضعين سكاكينهم تحت الوسادة ، منتظرين أن يغرسوها في أحشائه ، كانت الريح تصفق النوافذ ، وأوراق الأشجار تتساقط بحزن وفي الأعماق شيء يريد الخروج ، شيء يريد الانفجار نادى المنادي ، أحذروا 00أحذروا ، ابتعدوا فلن ينجو أحداً من أنياب هذا الثعبان00 صار الحزن عناقيداً تتدلى كالأغصان وتدثر أهل القرية بمخاوفهم وراء الصخور الناتئة ، استرجعوا ذكرياتهم واستمر انزلاقهم في مستنقعات التخلف والانسحاق 00وذات ليلة ظهر قمرُ بلوريُ 00، ينير الظلمة ، سرعان ما خلع الثعبان جلده ، الرؤوس التي كانت محنية ارتفعت ، الألسن التي كانت معقودة تحركت ، الأيدي التي كانت مغلولة مسكت السكاكين وراحت تغرسها في جسد الثعبان 000 وعند الانتهاء من تمزيقه لم يجدوا ثوب الثعبان أمامهم ، لكنهم تفاجئوا عندما شاهدوا مجموعة تقاسمت ثوب الثعبان وفصلوه على أجسادهم ، حبس الجميع أنفاسهم في الصدور00 يترعون كأسا من مرارات الأيام 00
أياد خضير
0 comments:
Post a Comment