🌹ABSTRACT FROM NOBLE QURAN 🌹قبس من الهدي 24
أحبتنا الاكارم ما زلنا نتناول حديث القرآن العظيم عن ايات الله في النفس وفي الآفاق وكلمة الآفاق جمع أفق وهو منتهي البصر عند التقاء السماء مع الارض في نظر الناظر اي سنريهم اياتنا في السماء وفي الارض قال سبحانه عن ايات السماء في سورة الأنبياء( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن اياتها معرضون )( الأنبياء ٣٢ ) وقال عن آياته في الارض في سورة الغاشية ( والي الجبال كيف نصبت والي الارض كيف سطحت )( الغاشية ١٨ و١٩ ) الحق سبحانه وتعالي يحدث عباده ببديع صنعه في السماء والأرض ليلفتهم الي عظمة خالقهم ليزدادو إيمانا مع ايمانهم وقال محدثا عن السموات والأرض( لخلق السموات والأرض اكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون )( غافر ٥٧ ) اي اكبر من خلق الناس في كل أمورهم ومحياهم ومماتهم وعددهم وامورهم وتكاثرهم واذا علمت ان عدد النجوم والكواكب والمجرات التي توصلت إليها مراصد وكالة الفضاء الأمريكية(N A S A ) يبلغ المليارات وهذا ما وصلنا اليه حديثا تبين لك ان خبر القرآن العظيم هو الحق من لدن الخالق الحق وصدق الله العظيم( سنريهم اياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم انه الحق اولم يكفي بربك انه على كل شي شهيد الا إنهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شي محيط)( فصلت ٥٣و ٥٤ ) 🌹
والناظر الي ايات السموات يلحظ شيئا ملفتا للنظر وموقظا للفكر الا وهو ان اجرامها كلها خلقت علي هيئة القرص المستدير كامل الاستدارة كا الدائرة متساوية الاقطار في كل ابعادها فاي طلاقة قدرة لله الذي خلق هذه الكتل الهائلة علي هيئة الدائرة فسبحان بديع السموات والأرض المنزه عن الصاحبة والولد ما لهم به من علم ولا لا آبائهم كبرت كلمة تخرج من افواهم ان يقولون الا كذبا الكهف(٥) .🌹
وآيات الله في السموات كانت المستند الإلهي في نفس سيد الأنبياء إبراهيم عليه السلام حين حاج قومه في اصنامهم ( قال هل يسمعونكم اذا تدعون او ينفعونكم او يضرون)( الشعراء ٧٢و ٧٣ ) وكانت نظرته الى الكوكب والقمر والشمس موصلة له الي الحقيقة الثابتة( اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما انا من المشركين ( الانعام ٧٩ ) وتعامي قومه وتغابيهم عن النظر في ملكوت السموات والأرض ادى بهم الي عبادة اصنام وزين لهم الشيطان عملهم مما ادى الى ان يقول لهم نبيهم اني سقيم من غباءكم الذي اعماكم عن فاطر السموات والارض فظنوا ان به مرض معدي فتولوا عنه مدبرين كما ورد في سورة الصافات والحق ان الله صرف عن آياته الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل أية لا يؤمنون بها كما قال في سورة الأعراف في ختامها وكما حدث لفرعون وقومه في سورة طه ( ولقد اريناه اياتنا كلها فكذب وابى )( طه ٥٦ ) وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره تييسير الكريم المنان في سورة البقرة "والحقيقة الكونية الثابتة والعوائد القدرية ان من لم يشتغل بايات الله والاعتبار بها استعداد للميعاد الذي لاريب فيه شغله الله بما يضره ويحرمه التوفيق للموقف العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين شغله بالسفاهات والشهوات كما شغل الناس بالافلام والمسلسلات والمباريات واضاعة الأعمار والاموال في غير ما أراد الله ورسوله (وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) ولنا في بني إسرائيل الذين أراهم الله آياته فلم يستفيدوا بها فشغلهم الله بالعجل وحبه حتي اشربت قلوبهم محبته وشغلهم الله بالسحر عقوبه لهم علي عدم اكتراثهم بآياته 🌹
ولذلك حين اخبر الله سيدنا إبراهيم انه جاعله للناس إماما طلبها إبراهيم ان تكون في ذريته ماذا أجاب الله عليه ( قال لا ينال عهدي الظالمين)( البقرة ١٢٤ ) الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا كما يفعل الناس في زماننا با تباع الشهوات ليلا ونهارا.
وانظر معي الي هذه الآيات في سورة الشمس ( والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها)( الشمس من ١ الي ٨ ) كل هذه الحقائق مرتبطة بعضها ببعض وللحديث صلة وصلى الله علي سيدنا محمد رحمته للعالمين 🌹
🌹قاصد كريم 🌹
0 comments:
Post a Comment